كتب: رئيس التحرير
من قلب غزة المحاصَرة، حيث تختلط رائحة البحر برائحة البارود، وحيث يعلو صوت الأطفال على أنين الركام، نكتب اليوم افتتاحيتنا الأولى. نكتبها لا بالحبر وحده، بل بدماء الشهداء، وبصبر الأمهات، وبأنين الجرحى، وبإصرار شعب لا ينكسر.
ننطلق من وسط النار لنعلن أن الكلمة ستظل سلاحًا، وأن الحرف سيبقى جبهة مقاومة، وأن المنبر الذي نفتحه اليوم ليس مجرد موقعٍ إلكتروني، بل نافذة حرة في جدار الصمت، وصرخة مدوية في وجه التزييف والتطبيع والتواطؤ.
هنا، في بلاد الأرز الشامخ، وفي أقلام الأحرار، وفي جبهة الوعي، سنكتب للتاريخ، ونغوص في عمق السياسة الدولية، لنفكك خطاب العدو، ونكشف مؤامراته، ونضع البوصلة حيث يجب أن تكون: نحو تل أبيب، عاصمة الغطرسة والعدوان.
هذا الموقع هو مكتبة ثقافية تحفظ ذاكرة الأجيال، وهو الزمن الجميل الذي يعيد وصل الحاضر بالماضي، وهو الأعمال الخيرية التي تعكس إنسانيتنا الأصيلة رغم الجراح، وهو المنبر الذي يرفع صوت المستضعفين في غزة وكل فلسطين، حتى لا يبقى مظلوم بلا صوت، وحتى لا تُدفن الحقيقة تحت ركام الكذب.
من غزة المحترقة بالقصف، نعلنها بوضوح:
• لسنا ضحايا كما يريدون أن يصورونا، نحن شعبٌ مقاتل، صامد، يعرف أن النصر يولد من رحم الألم.
• لسنا مجرّد أرقام في نشرات الأخبار، نحن وجوه وأسماء وتاريخ ومستقبل.
• لسنا وحدنا، فكل قلم حرّ في العالم هو معنا، وكل ضمير حيّ هو جزء من معركتنا.
إلى العالم نقول: افتحوا أعينكم على غزة، واستمعوا إلى صوتها من بين الدمار. نحن هنا، نكتب افتتاحيتنا الأولى، على وقع القصف، لنؤكد أن الكلمة الحرة ستبقى أقوى من الطائرات، وأبقى من الدبابات.
وهكذا نبدأ…
ونقسم أن لا يُطوى لنا علم، ولا يُكسر لنا قلم، ما دام فينا نفس يتردد، وما دام فينا قلب ينبض بحب فلسطين..
من قلب الركام، ومن بين أزقّة غزة المحاصَرة، ننطلق اليوم لنكتب الكلمة الحرة التي لا يطالها القصف، ولا تُحاصرها الجدران. نحن هنا، في بلاد الأرز الشامخ، وفي جبهة الوعي والكرامة، نؤمن أن القلم بندقية لا تنكسر، وأن الكلمة الطاهرة سلاح أشد مضاءً من رصاص العدو.
هذه المنصة ليست مجرد موقع، بل نافذة مفتوحة على الحقيقة، ومكتبة للذاكرة، وميدان للأحرار، نغوص عبرها في عمق السياسة الدولية، نفضح المؤامرات، ونحذر من العدو، ونوجّه العيون دائمًا نحو تل أبيب، حيث يتجسّد الاحتلال والعدوان.
هنا تُكتب الكلمات بمداد الدماء، ويعلو صوت المناضلين على ضجيج الدمار، ليبقى شعارنا: “لن تُهزم أمة تقرأ… ولن يُكسر شعب يكتب تاريخه بدمه وصموده”.
إلى العالم كلّه نقول: نحن أبناء غزة، المحاصَرة جسدًا، الحرة روحًا، المنفتحة فكرًا ووعيًا. وهذه منصتنا، ستبقى شاهدًا على الحقيقة، ومنبرًا للأحرار، وصوتًا يعلو فوق الركام.