آخر الأخبار
جيش العدو يعلن عن إصابة عدد من جنوده حادث..أم اشتباك أمني؟
شهداء ال 48 ساعة
اطلالة مساء اليوم للشيخ نعيم قاسم أمين عام حزب الله..”عام من القيادة
الاستهداف الصهيوني الرابع خلال 48 ساعة!الآن الناقورة
الديمقراطية» تدين الإختراق الإسرائيلي لاتفاق وقف الحرب
عدوان صهيوني جديد مسيرة تستهدف دراجة ناريةبلدة القليلة
رئيس حركة حماس خليل الحية:لا ذريعة للعدو ليستأنف حربه
النشرة المسائية لوسائل الإعلام العبري لنهار السبت الموافق 25  اكتوبر 2025          
ترامب يمدح بأمير قطر
وزارة الصحة الفلسطينية: جثامين الشهداء المجهولة تسلم لوزارة الاوقاف

المحرر السياسي – قلمي بندقيتي

أعلن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أن تحركات الكنيست الإسرائيلي المتعلقة بضم الضفة الغربية تمثل تهديدًا مباشرًا لاتفاق السلام في غزة، مؤكداً أن هذه الخطوات أحادية الجانب قد تؤدي إلى تقويض الجهود السياسية الجارية لتثبيت وقف إطلاق النار. وأوضح روبيو في تصريحات له قبيل مغادرته واشنطن متوجهاً إلى إسرائيل، أن الرئيس دونالد ترامب شدد خلال اجتماعاته الأخيرة على أن الإدارة الأمريكية لا يمكن أن تدعم أي خطوة إسرائيلية لضم أراضٍ فلسطينية في هذه المرحلة الحساسة، لما تمثله من خطر على استقرار الوضع الميداني والسياسي في القطاع.

وأضاف الوزير الأمريكي أن بلاده تواصل التنسيق مع عدد من الشركاء الدوليين والإقليميين للحفاظ على ما وصفه بـ”الزخم التاريخي نحو سلام دائم”، مؤكداً أن أطرافاً من خارج الشرق الأوسط أبدت استعدادها للمشاركة في قوة دولية متعددة الأطراف تهدف إلى المساعدة في استقرار غزة وضمان تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.

دعم خطة ترامب

وفي بيان رسمي صادر عن وزارة الخارجية الأمريكية، أوضحت واشنطن أن زيارة الوزير ماركو روبيو إلى إسرائيل تأتي في إطار دعم التنفيذ الناجح لخطة الرئيس ترامب لإنهاء الصراع في غزة، مشيرة إلى أن روبيو سيجري مشاورات مكثفة مع الحكومة الإسرائيلية والفصائل الفلسطينية والدول الراعية للاتفاق بهدف تعزيز المسار السياسي وضمان التزام الأطراف كافة ببنود الاتفاق المبرم في شرم الشيخ.

وذكرت الوزارة أن روبيو سيلتقي بعدد من القادة الإسرائيليين للبحث في آليات مراقبة وقف إطلاق النار ومنع أي خروقات قد تعيد التصعيد إلى الميدان، مؤكدة أن الإدارة الأمريكية تعتبر الاتفاق الأخير فرصة نادرة لبناء إطار سياسي جديد في المنطقة يفتح الباب أمام استقرار طويل الأمد في غزة والضفة الغربية على حد سواء.

زيارات متتالية وتنسيق مكثف

وأشارت صحيفة وول ستريت جورنال إلى أن توافد المسؤولين الأمريكيين إلى إسرائيل في الآونة الأخيرة يهدف إلى ضمان صمود اتفاق وقف إطلاق النار ومنع أي تصعيد جديد من شأنه تهديد المسار السياسي الذي تقوده واشنطن. وأوضحت الصحيفة أن زيارة روبيو تأتي بعد أيام من زيارة نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس الذي عبّر عن تفاؤله بصمود الهدنة، لكنه أكد عقب لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الحفاظ على الهدوء في غزة يتطلب جهوداً كبيرة وتعاوناً حقيقياً من الحكومة الإسرائيلية.

كما نقلت القناة الإسرائيلية “12” عن مصادر في واشنطن وتل أبيب أن روبيو طلب من نتنياهو منح فرصة حقيقية لاتفاق إنهاء الحرب والمساعدة في تطبيق بنوده، مضيفة أن الأخير أبدى استعداداً مبدئياً للتعاون مع الجهود الأمريكية والدولية، في ظل ضغوط واضحة تمارسها الإدارة الأمريكية لضمان الالتزام الكامل بالاتفاق.

تحركات أوروبية موازية

وفي الوقت ذاته، تتقاطع التحركات الأمريكية مع مبادرات أوروبية تسعى لتأمين قطاع غزة بعد الحرب. فقد أعلن المتحدث باسم الخارجية الفرنسية باسكال كونفافرو أن باريس تعمل بالتنسيق مع واشنطن ولندن على إعداد مقترح مشترك سيُعرض على مجلس الأمن الدولي، يقضي بتشكيل قوة دولية لتأمين الاستقرار في غزة. وأوضح أن هذه القوة ستكون مهمتها دعم أجهزة الأمن الفلسطينية والمساعدة في إدارة المرافق المدنية والخدماتية في القطاع.

وفي المقابل، رفض مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشكل قاطع أي نشر لقوات تركية ضمن هذه القوة المقترحة، مؤكداً أن إسرائيل لن تقبل بأي وجود عسكري غير منسق معها داخل القطاع. وجاء هذا الرفض ليعكس حالة التوجس الإسرائيلي من انخراط أطراف إقليمية جديدة في إدارة الوضع الأمني في غزة، رغم أن المقترح الدولي يهدف بالأساس إلى ضمان استقرار حقيقي ومنع تجدد العدوان الذي خلّف عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى منذ أكتوبر 2023.

قلق متزايد من التصعيد

تؤكد التحركات السياسية والدبلوماسية المتسارعة أن الولايات المتحدة تخشى انهيار اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بسبب الممارسات الإسرائيلية المستمرة في الضفة الغربية، خصوصاً مع تصاعد الخطاب الاستيطاني في الكنيست، ما ينذر بعودة التوتر إلى الواجهة. وتدرك الإدارة الأمريكية أن أي خطوة إسرائيلية نحو الضم ستُفقدها مصداقيتها أمام الأطراف العربية والدولية التي شاركت في رعاية الاتفاق، كما ستفتح الباب أمام موجة جديدة من المواجهات في غزة والضفة.

وفي ظل استمرار معاناة الفلسطينيين من آثار الحرب المدمّرة والحصار المستمر، يبدو أن الجهود الأمريكية والدولية تسير في سباق مع الزمن لتفادي انهيار المسار السياسي، وسط تحذيرات متزايدة من أن أي فشل في تثبيت اتفاق السلام سيعني عودة الدمار والموت إلى قطاع أنهكته المجازر الإسرائيلية والخذلان الدولي.