بقلم: د. مكرم خوري مَخّوُل
لن تقبلوا أن يبيعنا المجرمون نتنياهو و ترامب (وقبله بايدن و بلينكن) إعلان انتهاء “الحرب” على أنه “سلام وكل شي صار تمام”!،،، لم يتغيروا ولن يتغيروا وكل ما في الحكاية أنهم يريدون تدوير العِرقبادة لتتحول إلى مشاريع تدر الأرباح.
يقولون : لم نستطع قتل جميعكم ولا تهجير جميعكم إذا فها نحن نريد الآن تجريب مخطط آخر : اقتصادي وهذا هو الهدف أصلا أرض بدون شعب – لشعب ينهب أرض الشعب الأصلي.
فلم تكن هذه حرباً أبداً بل هي عِرقبادة (إبادة جماعية وتطهير عرقي)،،، ولكنها ليست النهاية ففلسطين “أمُّ البدايات”!
كتبنا منذ عامين (14.10.2023) “إنها ليست المقاومة وحماس… وإنما مشروع لإنهاء كل فلسطين وفقا للويس وكيسنجر”!
المخطط أطول من ثعبان عمره 108 أعوام ذيله في مكاتب حكومة الامبراطورية في أُم_بلفور لندن وأخذ يمتد باستمرار منذ ذلك الحين وقد لسعنا في ذروة النكبة في 1948 عندما احتلت الحركة الصهيونية العالمية غرب فلسطين وبلسعة أخرى عندما نكسنا الثعبان فاحتلوا عام 1967 القسم الثاني من (شرق) فلسطين.
انتفض الشعب الفلسطيني من قطاع غزة في ديسمبر عام 1987 (وسال دمنا القومي والشخصي هناك في مستشفى الشفاء) فظهرت الانتفاضة بتخفيف سرعة قتل الثعبان لضحاياه ،،، فجاءت مع أوسلو قيادة حاولت ان تعيش او تتعايش مع الثعبان إلى ان لسع الثعبان ثعباناً “دَمِثاً” من عائلته فتم ترويضه (رابين) بالتخلص منه.
وانتفض الشعب الفلسطيني ثانية من القدس عام 2000 وحاصر شارون الشهيد عرفات أبو عمّار ولسعوه فقتلوه في 2004 وتتالت الاعتداءات على قطاع غزة
&2008/09 و 2012 و 2014 و
2021 و 2022!
في الذكرى الـ 75 للنكبة وقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمام الأمم المتحدة واستنجد قائلا ليعبر عن المحنة الفلسطينية:
“احمونا، احمونا، ممكن أفهم ليش ما بتحمونا؟ بناكل قتل كل يوم – ليش ما بتحمونا؟ لو كان عندك حيوان ما بتحميه؟”!
بعد خمسة أشهر من كلمات الألم أطلق من لا يؤمن بالاستجداء وبعواصم التآمر معركة طوفانالاقصى بيوم واحد لزعزعة كيان الافتراس الدموي. لم يكن الاحتلال الإسرائيلي قد غير من نهجه بل فقط من تكتيكه فهو لم يغير استراتيجيته يوماً رغم أنه تم استغلال طوفانالأقصى كذريعة إلا ان معركة اليوم الواحد لم تكن سبباً. فلا علاقة سببية هنا في هذه الحقبة الزمنية لأن الثعبان يزحف ويتمدد. راقبوا النهب في الضفة_الغربية مما سيذكركم بحجم النهب الاستعماري!
تم تبني جرائم كارثة العِرقبادة، على تنوع جرائمها، كتكتيك للتخلص من فلسطين كجغرافيا والفلسطينيين كديمغرافية.
انضم من يؤمن بالشهامة والكرامة والعزة إلى الشعب الفلسطيني بمعركة إسناد تاريخية من لبنان والعراق واليمن.
نعم التكلفة الإنسانية كبيرة وكل روح وجسد كل شهيد هو الدنيا بمن فيها. ولكن الشعب الفلسطيني ولد بأرض وطنه المجبولة حبّاته بالدم :
دمنا هو زيتنا وزعترنا هو حبات التراب، حتى أخذ يعيش حياة الحِدادبكة (حداد على شهيد ودبكة لرفع المعنويات عند تحرير أسير او تنفيذ عملية بطولية) !
استمعوا اليهم بالعبرية لتفهموا مدى خسارتهم الما بعد الأسطورية. لا بل هزيمتهم الكارثية لتفهموا الأبعاد المستقبلية لاقترافهم لكارثة العِرقبادة في قطاع_غزّة على وجه التحديد.
سيُعالج كل جريح. وسنذكر كل شهيد ليتلوه وليد بعد وليد. وتتحول الجراح النفسية والجسدية إلى رافعتين: رافعة طاقة نشحذ فيها الهوية القومية الجمعية بتبني الحاضر المستمر – كوحدة وقت – هذا الحاضر المستمر الذي يجمع ما بين ذاكرة الألم وتلك الطاقة التي ستُشحن من التضحيات وتحولها إلى ذاكرة الإتهام المنحوتة على العلم في أصقاع الأرض وعبر القرون القادمة.
لا. لم تكن هذه حرباً بل عِرقبادة ستُخرج من أرض الدم الأحمر – غزة،،، كل الطاقات الخلّاقة ،،، فقد أصبحت غزة قِبلة الدنيا ولن تغيرها بهلوانيات الثنائي المجرم نتنياهو- ترامب التسويقية ولا ناطحات السحاب..
المهم ان يتم افتتاح كلية للتعامل ومواجهة والسيطرة على الأفاعي المتنوعة في غابة “الحياة البريّة”!
/ عِرقبادةُ غَزّة



