آخر الأخبار
ماذا نشر الإعلام الحربي لحزب الله؟
النشرة المسائية لوسائل الإعلام العبري لنهار  الأحد الموافق  26 اكتوبر 2025          
الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم: انا استشهادي!وسنقاتل الإسرائيلي بحال فرضت المعركة
جيش العدو يعلن عن إصابة عدد من جنوده حادث..أم اشتباك أمني؟
شهداء ال 48 ساعة
اطلالة مساء اليوم للشيخ نعيم قاسم أمين عام حزب الله..”عام من القيادة
الاستهداف الصهيوني الرابع خلال 48 ساعة!الآن الناقورة
الديمقراطية» تدين الإختراق الإسرائيلي لاتفاق وقف الحرب
عدوان صهيوني جديد مسيرة تستهدف دراجة ناريةبلدة القليلة
رئيس حركة حماس خليل الحية:لا ذريعة للعدو ليستأنف حربه

بقلم: إسماعيل النجار

بينما راكمت المقاومةُ الإسلامية المجدَ، راكم جعجعُ العارَ والانكسار
سمير جعجع نصف قرن من الفشل السياسي والتهجير والدم والخيبة!
منذ مطلع الحرب الأهلية اللبنانية وحتى يومنا هذا، لم يعرف لبنان شخصيةً سياسيةً حملت في طياتها هذا الكم من الفشل والتناقض والدم كما حملها سمير جعجع. خمسون عاماً من الحقد والكراهية، من العمالة والتسلق، من خيانة الشركاء وبيع الحلفاء، من مشاريع وهمية وأحلام صهيونية سقطت أمام صمود المقاومة الإسلامية التي كانت وما زالت درع الوطن وسيفه الشريف.
الفشل المتراكم لجعجع يمتدُ من حالات إلى القليعات إلى بعبدا والى كل مكان!.
تاريخهُ ليس سلسلة نجاحات كما يروّج أنصاره، بل فصول متواصلة من السقوط المُدَوِّي. من حلمه بإنشاء مطار حالات التي أراده نموذجاً للكانتون المسيحي المعزول، إلى أوهامه بتشغيل مطار القليعات بديلاً عن مطار بيروت، وصولاً إلى حلمه الكبير بالجلوس على كرسي بعبدا الذي ظلّ بالنسبة له سراباً في صحراء السياسة اللبنانية. جعجع فشل في كل شيء!. فَشِلَ في بناء رؤية وطنية، وفشل في توحيد المسيحيين، وفشل في الحفاظ على الحد الأدنى من احترام الشركاء، حتى فشل في الحفاظ على المصحف الذهبي الذي منحته له السعودية ليكون رمزاً “للسنّة” المزعومين، فإذا به يفقده كما فقد ضميره السياسي والإنساني.
لبنان وشعبه لم ينسوا عداؤه التاريخي للجيش والمقاومة!، لم يعرف لبنان في تاريخه زعيماً يكره جيشه كما يكرههُ جعجع. وكيف لآ وهو الذي حارب الجيش اللبناني، وقتل ضباطه وجنوده، وخطط للانقلابات الداخلية، وفتح النار على رفاق السلاح يوم كان الجيش يسعى لتثبيت الأمن في زمن الفوضى.
كيف لرجلٍ هذا هو تاريخه أن يدّعي حبّ لبنان وهو الذي طعن مؤسساته بدم بارد؟
جعجع نقيض للمقاومة التي راكمت إنجازات، فهي خصمه الأزلي.

منذ أن بزغ فجرها عام 1982، يوم كان يُنسّق مع الإسرائيلي في عمشيت وجبيل، كانت المقاومة تبني مجداً بدماء أبنائها وتعيد الكرامة إلى الجنوب وإلى الأمة. هو يرى في المقاومة مرآةً تعكس صغره السياسي، ولهذا يسعى بكل حقده إلى نزع سلاحها وجرّها إلى حرب داخلية، لكنه يفشل في كل مرة، لأن هذه المقاومة تعرف جيداً أنها تواجه من هو بلا ضمير ولا قضية. فهو نجح فقط في ما يُدمّر ويقتل على الهوية!.

نجح جعجع في أمرٍ واحد في تدمير كل ما يلمسه. نجح في تهجير المسيحيين من الجبل عام 1983، ونجح في إشعال الحرب مع حلفائه من الكتائب، ونجح في زرع الشقاق بين الموارنة أنفسهم.

نجح في عمليات الخطف والقتل على الهوية، في اغتيال رفاقه ومعارضيه من داخل القوات وخارجها، في تحويل السلاح المسيحي إلى أداة للابتزاز الداخلي. لكنّه فشل في بناء وطن، وفشل في أن يكون رمزاً لأي مشروع إنساني أو سياسي شريف.
بعكس المقاومة التي تراكم المجد، وهو يراكم الفشل.
في الوقت الذي كانت فيه المقاومة الإسلامية تُسطّر الملاحم في الجنوب، وتطرد الاحتلال من الأرض عام 2000، ثم تهزم جيشه المدجج بالنار والحديد عام 2006، كان سمير جعجع يراكم الخيبات في معراب.
بينما كانت المقاومة تُثبت أن لبنان قادر على أن يحمي نفسه بكرامته، كان هو يحلم بأن يسلّم مفاتيح البلاد لسادته في السفارات، ويمنح القرار الوطني على طبق من تبعية.
المقاومة قدّمت الشهداء، وجعلت لبنان الدولة العربية الوحيدة التي حررت أرضها بالسلاح لا بالاتفاقيات، بينما جعجع قدّم الفتن والخيانة والدماء، وباع القيم مقابل مقعد أو تمويل.
هذا هو رجل الماضي الذي لا يتعلّم
رغم كل الدروس التي لقّنه إياها التاريخ، ما زال جعجع يعيش في عقلية الحرب الأهلية، لا يرى في لبنان وطناً جامعاً، بل ساحة نفوذٍ ومغانمٍ وولاءات.
فهو يكره لبنان الواحد الموحّد، لأنه لا يستطيع أن يعيش إلا في الانقسام، ولا يتنفس إلا رائحة التحريض والدم.
في ميزان التاريخ، لا يقف جعجع في صف القادة ولا في صف الشرفاء.
هو رجلٌ عاش الفشل، وتغذّى عليه، ومات سياسياً منذ زمن، وإن بقي صوته يعلو في الإعلام فصدى ذلك الصوت لا يعني إلا ضجيجاً يائساً يحاول تغطية خيبته الدائمة أمام عظمة المقاومة وإنجازاتها. وهو يعرف أن التاريخ سيكتب أن المقاومة الإسلامية رفعت رأس لبنان والعرب جميعاً، بينما سمير جعجع خفضه بخياناته وحقده وفشله.

المقاومة انتصرت في الميدان، أما هو فانهزم في الأخلاق والسياسة والضمير.
وبين من يزرع المجد ومن يزرع الفتنة، سيبقى لبنان يختار المقاومة، لأنها وحدها من حفظت الأرض والعِرض والكرامة.
لذلك ندائي اليوم إلى الرأي العام اللبنانيّ وإلى أبناء شعبنا الشرفاء،
لقد آن للأقنعة أن تسقط! لذلك نعلنها وبكلّ وضوح وصراحة سمير جعجع ليس زعيماً يقدّم مشروعاً وطنياً، بل يتكوَّن من تجمّعٌ من الفشل السياسي، والتآمر التاريخي على مؤسسات البلاد، وسياسةٌ قائمة على القتل والتشريد والتقسيم. هذا الخطاب اليوم يجب أن يضع الأمور في نصابها، ويواجه الحقائق التي حاولت أوساطه طمسها أو تلميعها بزيف الخطابات.


مصنف في :