مكتب غزة – قلمي بندقيتي
أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة في تقريرها الإحصائي اليومي أن العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة أسفر خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية عن ارتقاء خمسة شهداء، بينهم شهيد واحد نتيجة استهداف مباشر من قوات الاحتلال، فيما جرى انتشال أربعة شهداء آخرين من تحت الركام في مناطق مختلفة من القطاع، إضافة إلى أربع إصابات جديدة وُصفت بالمتفاوتة.
وأكدت الوزارة أن طواقم الإسعاف والدفاع المدني ما تزال تواجه صعوبات كبيرة في الوصول إلى العديد من الضحايا العالقين تحت الأنقاض، نتيجة الدمار الواسع الذي خلّفته الغارات الإسرائيلية واستمرار تعطل المركبات والآليات بسبب نقص الوقود والمعدات. وأشارت إلى أن المشاهد الميدانية في غزة ما تزال تعكس حجم المأساة الإنسانية المتفاقمة، مع استمرار انقطاع الخدمات الصحية ونقص الإمدادات الطبية الضرورية لإنقاذ المصابين.
ووفق التقرير الرسمي، فقد ارتفعت حصيلة الشهداء منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر 2023 إلى 68,234 شهيداً، فيما بلغ عدد الجرحى 170,373 مصاباً، معظمهم من النساء والأطفال، في تأكيد جديد على الطابع الإبادي للعمليات العسكرية الإسرائيلية. كما أشار التقرير إلى أن منذ وقف إطلاق النار في 11 أكتوبر 2025، سقط 88 شهيداً وأُصيب 315 آخرون نتيجة الخروقات الإسرائيلية المتواصلة، فيما بلغ عدد الجثامين المنتشلة من تحت الأنقاض 436 حتى الآن.
وأعلنت وزارة الصحة عن استلام 30 جثماناً جديداً من الشهداء الذين احتجزهم الاحتلال الإسرائيلي، ليرتفع عدد الجثامين المستلمة إلى 195 جثة أعيدت على دفعات متتالية، من بينها عشرات الجثامين مجهولة الهوية. وأوضحت أن بعض الجثث تحمل آثار تعذيب وتنكيل وتقييد للأيدي وتعصيب للعيون، في مشهد يوثّق جرائم الاحتلال بحق الأسرى والمدنيين قبل قتلهم.
وأكدت الوزارة أنه تم التعرف حتى اللحظة على هوية 57 شهيداً من خلال ذويهم، وذلك عبر رابط الاستدلال الإلكتروني الذي أُعلن عنه مسبقاً لتسهيل عمليات التعرف والتوثيق. ودعت الوزارة جميع العائلات التي فقدت أحد أبنائها إلى استكمال بياناتهم عبر المنصة الإلكترونية المخصصة لذلك، لضمان توثيق الشهداء ضمن السجلات الرسمية.
وختمت وزارة الصحة بيانها بالتأكيد على أن هذه الأرقام “تمثل شاهداً دامغاً على استمرار جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة”، مطالبة المجتمع الدولي بتحمّل مسؤولياته والتحرك العاجل لوقف الجرائم ومحاسبة قادتها أمام العدالة الدولية.



