آخر الأخبار
إليك النجاة من أوهامك!تصفح كتاب:” النجاة من وهم💊 العلاج والطب النفسي”
إذا “بدك” تتغافل!اقرأ كتاب: “نظرية💚 التغافل”!
اختير هذا التاريخ 11_29 من كل عام -كيوم مخصص للتضامن مع الشعب الفلسطيني
هل تعلم من هو “أفضل نسخة منك؟”انه هذا الكتاب!!
لتتعرف على سماحة العشق الأب عليك أن تقرأ كتاب📖 “ذكرياتي مع أبي”
لتتعرف على سماحة العشق الأب عليك أن تقرأ كتاب📖 “ذكرياتي مع أبي”
ماذا سيكشف أمن المقاومة بعد ساعات؟
صورة أبلغ من أي تعبير نشرتها كتائب القسام
ماذا تضمنت رسالة البابا في سجل القصر الذهبي؟
صورة تجمع البابا مع الرؤوساء وزوجاتهم

رغم الاحتفاء العربي الواسع بما وُصف بـ”اتفاق شرم الشيخ للسلام”، تكشف القراءة الدقيقة لوثيقة البيت الأبيض المنشورة مساء الاثنين أن ما جرى التوقيع عليه ليس اتفاقاً دولياً ملزماً، بل مذكرة رئاسية رمزية لا تتضمن أي التزامات أو ضمانات جوهرية تخص الفلسطينيين، ولا تحدد مصير الحرب أو الاحتلال، أو حتى مستقبل غزة السياسي والأمني.

بين “اتفاق تاريخي” و”مذكرة إنشائية”

في حين بالغت وسائل الإعلام الرسمية في وصف لقاء شرم الشيخ بأنه “نقطة تحول في مسار الصراع”، جاء نص الوثيقة التي نشرها البيت الأبيض بعنوان:

“إعلان ترامب من أجل السلام والازدهار الدائم”

وهو نص يصفه الموقع الأمريكي بوضوح بأنه مجرد “مذكرة رئاسية” (Presidential Memorandum)، أي وثيقة سياسية رمزية لا ترتّب أي التزامات قانونية أو سياسية على الأطراف الموقّعة، ولا تتضمن آليات تنفيذ أو جدولاً زمنياً لأي بند.

غياب كامل للدولة الفلسطينية

الملاحظة الأبرز في نص المذكرة هي الغياب التام لأي إشارة إلى “الدولة الفلسطينية” أو “حق تقرير المصير”، أو حتى “الانسحاب الإسرائيلي” من غزة أو الضفة.

فالوثيقة لا تتحدث سوى عن “احترام الحقوق الإنسانية الأساسية للفلسطينيين”، دون أي توضيح لمفهوم هذه الحقوق، أو من الجهة التي تضمنها.

وتبدو هذه الصياغة تكراراً منقحاً لخطاب إدارة ترامب الأولى عام 2020 في ما كان يُعرف بـ”صفقة القرن”، مع الفارق أن النسخة الجديدة تزيل أي التزام أمريكي تجاه حل الدولتين، مكتفية بعبارات إنشائية مثل “السلام الدائم”، و“الازدهار المشترك”، و“تكافؤ الفرص”.

لا انسحاب.. لا ضمانات

تتحدث المذكرة عن “التقدّم الذي أُحرز في إرساء ترتيبات سلام شاملة في غزة”، لكنها لا تشير من قريب أو بعيد إلى انسحاب إسرائيلي، سواء كان كاملاً أو جزئياً، ولا تحدد من سيشرف على “نزع سلاح حماس”، أو من سيتولى حكم غزة خلال المرحلة الانتقالية.

ولا توجد في النص أي ضمانات أمنية للفلسطينيين، أو التزامات تمنع تجدد الحرب والإبادة بعد انتهاء مرحلة تبادل الأسرى. والأسوأ، أنها تترك لنتنياهو حرية تفسير البنود وتنفيذها “بما لا يغضب ترامب”، كما علّقت بعض الصحف الأمريكية في قراءتها الأولى للمذكرة.

نسخة منقّحة من “خطة ترامب وكوشنر”

من حيث المضمون، لا تضيف “مذكرة شرم الشيخ” أي جديد على خطة ترامب وكوشنر القديمة التي منحت إسرائيل اليد العليا في تحديد شكل “السلام”، مع تجاهل جذور الصراع وحقوق الشعب الفلسطيني.

فالنصّ الأمريكي يتجنب تماماً لغة الالتزامات الدولية، ولا يتحدث عن “الاحتلال” أو “المستوطنات” أو “الحدود”، بل يركّز على “مكافحة التطرف” و“تعزيز التعليم والفرص”، وكأن القضية الفلسطينية مشكلة اجتماعية داخلية لا احتلالاً عسكرياً مستمرّاً منذ عقود.

قمة بلا اتفاق.. ومذكرة بلا مضمون

في جوهرها، لم تُسفر “قمة شرم الشيخ” عن أي اتفاق جديد بين إسرائيل والمقاومة، بل جاءت لتغليف الخطة القديمة بمظاهر دبلوماسية احتفالية، وإضفاء طابع “عربي” على إعلان أمريكي مسبق الصياغة.

حتى في خاتمة المذكرة، لا يوجد توقيع رسمي من الجانب الإسرائيلي، ما يعني أن نتنياهو ليس طرفاً متعهداً بأي بند مكتوب، وأن واشنطن تركت الباب مفتوحاً أمام “التنفيذ الانتقائي” وفق ما تراه إسرائيل مناسباً.

قراءة سياسية: التواطؤ بوجه جديد

يرى محللون أن ما جرى في شرم الشيخ يعكس تواطؤاً دبلوماسياً جديداً يُجمّل الواقع الإسرائيلي بدل مواجهته، عبر نصوص فضفاضة تتحدث عن “الكرامة” و“الأمل” بينما تتجاهل ذكر الضحايا الفلسطينيين أو جرائم الحرب أو إعادة الإعمار.

ففي الوقت الذي يتحدث فيه البيت الأبيض عن “سلام دائم”، كانت الطائرات الإسرائيلية صباح اليوم نفسه تقصف حي الشجاعية في غزة، في أول خرق مباشر للهدنة الموقعة قبل أيام، من دون أي إدانة أمريكية.

خلاصة المشهد

الضجة العربية التي رافقت “اتفاق شرم الشيخ” لا تعكس حقيقة ما وُقّع في الكواليس:

فلا اتفاق سلام، ولا التزامات مكتوبة، ولا دولة فلسطينية في الأفق.

بل مذكرة رمزية خالية من أي مضمون سياسي حقيقي، صيغت بلغة دبلوماسية عامة لتمنح واشنطن مظهر “الوسيط التاريخي”، وتمنح إسرائيل الوقت والشرعية لتعيد ترتيب احتلالها تحت لافتة “السلام والازدهار الدائم”.